17 - 07 - 2024

عجاجيات | امنحوا الرئيس علاوة غلاء

عجاجيات | امنحوا الرئيس علاوة غلاء

حسنا فعل فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى بحزمة الاجراءات والقرارات التى اتخذها فى المنيا الجديدة لمواجهة التضخم والأسعار المتصاعدة لمعظم السلع وثيقة الصلة بحياة المواطنين.. فخامة الرئيس كواحد من افراد الشعب أدرك تأثير التضخم الذى ضرب معظم دول العالم، فقرر أن تمد الدولة يد المساندة  للعاملين في الجهاز الادارى للدولة وزيادة مرتباتهم بمبلغ حده الأدنى ألف جنيه وزيادة المعاشات ١٥% اعتبارا من أول إبريل المقبل، فضلا عن رفع حد الإعفاء الضريبي. 

والحقيقة المؤكدة أن التضخم طال الجميع، من يعملون في الحكومة ومن يعملون فى القطاع الخاص، وطال المزارعين وعمال اليومية، وطال بالطبع الباحثين عن عمل.. وامتد تأثير التضخم لكل الطبقات الغنية والمتوسطة والفقيرة بدرجات متفاوتة.. وهذا ما دفعنى للتفكير فى تأثير التضخم وارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة على فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصيا.

فكلنا يتذكر ما أعلنه فخامة الرئيس السيسى بأن مرتب رئيس الجمهورية يبلغ ٤٢ ألف جنيه شهريا وأنه يكفيه نصف هذا المبلغ، أي ٢١ الف جنيه فقط شهريا (كان هذا الإعلان قبل عدة سنوات وقبل التعويم وتحرك الأسعار بصورة مستمرة) وأنه سيتبرع بنصف ثروته لمصر، بما فى ذلك ميراثه من والده رحمه الله.

المؤكد أن مياها كثيرة جرت في النهر وظروفا كثيرة تغيرت وربما يشعر فخامة الرئيس بالحرج من المطالبة بتعديل مرتبه أو الحصول على مرتب الرئيس كاملا.. ولذلك على البرلمان أن يرفع الحرج عن الرئيس، ويناقش منح الرئيس علاوة غلاء معيشة عاجلة تراعى التضخم وزيادة الأعباء.

ما شجعنى على التطرق لهذا الأمر الحساس، هو فخامة الرئيس السيسى نفسه وما أعلنه من قبل أمام الشعب، من أنه عندما دخل الرئاسة سألوه ماذا تحب أن تأكل فى الغداء؟ لأن كل العاملين فى رئاسة الجمهورية يأكلون على حساب الدولة، فكان رده الحاسم: لا أنا ولا العاملون فى الرئاسة، كلنا نأكل على حسابنا ومن فلوسنا.

هذا الموقف الذى أعلنه الرئيس يشى بأنه يعتمد على نفسه، ولا يعتمد على الدولة في تدبير نفقات بيته وشراء ملابسه واحتياجاته التى تليق بمكانته كرئيس لمصر.. فمن رفض أن يأكل وجبة على حساب الدولة، من المؤكد أنه يرفض أن تنفق الدولة على بيته واحتياجاته الشخصية.. الرئيس السيسى أعلن مرارا أنه واحد من الشعب وأنه يشعر تماما بأحوال الناس ومن واجب الجهات المعنية أن تحس بحال الرئيس فى هذه الظروف الصعبة، كما احس هو بالمواطنين وانحاز لمساعدتهم ومساندتهم بقدر ما استطاع.

فليس من المعقول ان يكون مرتب مدرب الكرة مئات الالوف وأجر أي مطرب عشرات الألوف ويكون مرتب رئيس الجمهورية الـ ٢١ الف جنيه فقط، فمن الناحية الفعلية أصبح هذا المبلغ لايكفي أو يكفي بالكاد واحدا مثلنا من غمار الناس في ظل هذا الغلاء الفاحش ، فما بالنا برئيس الجمهورية .. أعلى سلطة في الدولة؟
----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات|